الثلاثاء، 24 أبريل 2012

هل فكرت يوما كيف سيكون حالك لو كنت قد خُلقت بلا قلب؟

وإذا تخيلت للحظة أن الخيار متاح أمامك كي تتخلى عن قلبك وتعيش حياتك بدونه، هل ستوافق؟

هل تتصور ماذا يمكن أن يحدث في مثل هذه الحالة؟
لن تشعر بعد الآن بأي ألم أو خوف أو أذى أو غضب أو قلق...
لكن في المقابل لن تعرف كذلك معنى السعادة والحب والامتنان والتشجيع والدفء، وغيرها الكثير من المشاعر الإيجابية الجميلة التي نحتاجها جميعا كبشر.
ليس ذلك فقط، بل سيتوجب عليك كذلك أن تستخدم عقلك فقط في كل أمور حياتك، التي ستتحول إلى حياة جافة،
قاسية بلا أحاسيس أو مشاعر من أي نوع.
ستصبح مجرد آلة تحكم على كل شيء في الحياة بمنطق الصح والخطأ وبمعادلات رياضية بحتة،
وسيتحول العالم كله بمن فيه إلى مجرد أرقام بالنسبة لك.
على كل حال قد يتسارع الكثيرين إلى القبول بذلك الخيار إذا أتيح له،
معتبرين أن الحياة ستصبح أسهل كثيرا إذا خلت من الشعور بأوجاع القلب وخيبة الآمال ودموع الحسرة.

لكن إذا كنت من هؤلاء، فأنصحك أن تعيد التفكير مرة أخرى،


فبدون قلبك لن تكون على قيد الحياة أصلا!


ذلك لأن كل الوظائف والعمليات الحيوية في أجسادنا تعتمد بصفة أساسية على القلب،
لذا لا قلب... لا حياة.

وربما تكون هذه النتيجة في حد ذاتها إشارة واضحة من الله سبحانه وتعالى كي نستدل منها على مدى أهمية المشاعر بمختلف أنواعها في حياتنا.

قد تظن أن حياتك ستكون أسهل كثيرا بدون قلب، لكن هذا مستحيل تماما!

عندها ستتحول إلى مجرد شخص آلي، لا يحتوي رأسه إلا على الأرقام والحسابات،
وتحسب حساب كل خطوة تخطيه بتفكير عقلي منطقي بحت، وبعد تخطيط ميكانيكي محكم،
دون أية مراعاة لتأثير قراراتك وأفعالك وأقوالك على الآخرين أيا من كانوا،
وذلك لأنك لا تملك أي مشاعر تعاطف أو تقدير أو اهتمام من أجل أي أحد ولا قلق على أحد من المحيطين بك، وسيكون المردود البسيط لذلك هو أن يبدأ المحيطون بك في فقدان أية مشاعر مشابهة تجاهك.
وبهذا، لن يحبك أحد،
ولن يخشى أحد عليك من الأذى،
ولن يسامحك أحد عندما تسيئ إليه،
والأدهى من ذلك أنه لن يكون لك أي أصدقاء أو أشخاص مقربين.


القلب يا عزيزي هو هدية لا تقدر بثمن وهبها لنا الله سبحانه وتعالى.
ولكي تعرف طريق السعادة الحقة وتقدره حق قدرها، يجب أن تمر ببعض الأوقات الحزينة والصعبة.

لذا لا تدع أي مشاعر ضاغطة على أعصابك في بعض الأحيان تفقدك إيمانك بأهمية قلبك وبأن وجوده لا غنى عنه في حياتك، بل هو حياتك نفسها.

أحيانا تمر بنا لحظات في الحياة نضطر فيها للمغامرة على أمل الوصول إلى السعادة،
لذا لا تتردد،
ولا تهدر أي فرصة لك لتحقق ما تريد،
أو في أسوأ الأحوال لتتعلم درسا مفيدا سيفيدك في حياتك القادمة.
تصرف على طبيعتك،
تهور أحيانا،
اتبع قلبك ولا تخشى العواقب،
فالندم على عدم اتباعه بعد ذلك ستكون عواقبه أقسى وأصعب. افعل ذلك وستندهش من النتيجة.
لا تزن كل الأمور بحسابات عقلية فقط،
بل استمع أيضا لصوت قلبك الذي يصرخ بداخلك،
وثق به وسر خلفه،
فمن المفيد لك أن تغضب أحيانا،
أو تحزن لبعض الوقت،
أو تشعر بالجرح في إحدى المرات،
فكل هذه المشاعر السلبية ليست إلا جزءا أساسيا من الحياة نفسها،
وبدونها سنفقد متعة الهدوء والراحة والسعادة.

ليست هناك تعليقات: